التكاليف والإفراط والتفريط حرج فيما يؤدي إليه من تعطل المصالح وعدم تحقيق مقاصد الشرع قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143]، فالتوسط هو منبع الكمالات والتخفيف والسماحة ورفع الحرج على الحقيقة هو في سلوك طريق الوسط والعدل) (?).

فالله -سبحانه وتعالى- لم يكلف عباده ما لا يطيقون، وما ألزمهم بشيء يشق عليهم إلا جعل الله لهم فرجا ومخرجا، ولقد كانت الشدائد والعزائم في الأمم، فأعطى الله هذه الأمة من المسامحة واللين ما لم يعط أحدًا قبلها، رحمة من الله وفضلا.

يقول ابن العربي (?): (ولو ذهبت إلى تعديد نعم الله في رفع الحرج لطال المرام) (?).

وقال رشد رضا في تفسير آية المائدة: (مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ) [المائدة: 6]، أي ما يريد الله ليجعل عليكم فيما شرعه لكم في هذه الآية ولا في غيرها أيضًا حرجا ما. أي أدنى ضيق وأقل مشقة، لأنه -تعالى- غني عنكم، رؤوف رحيم بكم، فهو لا يشرع إلا ما فيه الخير والنفع لكم) (?).

قال ابن كثير في قوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، أي: ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا، ولهذا قال -عليه السلام- "بعثت بالحنفية السمحة" وقال لمعاذ وأبي موسى (?) -رضي الله عنهما- حين بعثهما أميرين إلى اليمن: "بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015