والمراد بالغلو الكلي الاعتقادي ما كان متعلقا بكليات الشريعة وأمهات مسائلها.
أما الاعتقادي فقط فهو ما كان متعلقا بباب العقائد دون غيرها كالغلو في الأئمة وادعاء العصمة لهم، أو الغلو في البراءة من المجتمع العاصي أو تكفير أفراده واعتزالهم.
ويدخل في الغلو الكلي الاعتقادي الغلو في فروع كثيرة إذ أن المعارضة الحاصلة به للشرع مماثلة لتلك المعارضة الحاصلة بالغلو في أمر كلي (?).
أما الغلو الجزئي العملي، فهو ما كان غلوًا في جزئية من جزئيات الشريعة ومتعلقا بباب الأعمال دون الاعتقاد، فهو محصور في جانب الفعل سواء أكان قولا باللسان أم عملا بالجوارح (?).
والغلو الكلي الاعتقادي أشد خطرًا، وأعظم ضررًا من الغلو العملي إذ أن الغلو الكلي الاعتقادي هو المؤدي إلى الشقاق والانشقاق، وهو المظهر للفرق والجماعات الخارجة عن الصراط المستقيم، وذلك كغلو الخوارج (?) والشيعة (?).
خامسًا: أنه ليس من الغلو طلب الأكمل في كمية العبادة، بل يدخل في تحديد الأكمل أمور عدة تتعلق بالعمل، وبمن قام بالعمل، وكذلك من له صلة بهذا العمل.