فقابل البر بالإثم، وأخبر أن البر حسن الخلق، والإثم حواز الصدور، وهذا يدل على أن حسن الخلق الدين كله، وهو حقائق الإيمان، وشرائع الإسلام، ولهذا قابله بالإثم (?).
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربي أصحابه على حسن الخلق ويحثهم عليه ولذلك نجد كثيرا من الأحاديث في فضل حسن الخلق:
فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء" (?).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله، وحسن الخلق، وسئل عن أكثر من يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج" (?).
وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائكم" (?).
وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" (?).
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" (?).
فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى المقامات الثلاثة وهي حسن الخلق، والأوسط