المبحث الثالث
من وسطية القرآن في الأخلاق الشمولية
إن الأخلاق في القرآن الكريم لم تدع جانبا من جوانب الحياة الإنسانية: روحية، أو جسمية، دينية، أو دنيوية، عقلية أو عاطفية، فردية أو اجتماعية، إلا رسمت له المنهج الأمثل، للسلوك الرفيع، يختلف عما رسمه الناس في مجال الأخلاق باسم الدين وباسم الفلسفة، وباسم العرف أو المجتمع، حيث إن القرآن الكريم والسنة النبوية رسمت منهجا متكاملا شاملا واقعيا في مجال الأخلاق منسجما، متناسقا مع طبيعة الإنسان وإليك التفصيل كما جاء في الكتاب المبين.
1 - الأخلاق التي تتعلق بالفرد في كافة نواحيه:
أ- جسما له ضروراته وحاجاته.
قال تعالى: (وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
ب- عقلا له مواهبه وآفاقه:
قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [يونس: 101].
ج- ونفسا لها مشاعرها ودوافعها وأشواقها: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) [الشمس: 9 - 10].
2 - ومن أخلاق القرآن ما يتعلق بالأسرة:
أ- كالعلاقة بين الزوجين: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 119].
ب- وكالعلاقة بين الأبوين والأولاد:
(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) [الأحقاف: 15]، (وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) و [الإسراء: 31].