ورخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمجاهدين بالفطر في الصيام عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى بلغ الكديد (?) أفطر، فأفطر الناس" (?).

ومبدأ التخفيف والتيسير في العبادة من أجل المرض والسفر والجهاد مبدأ نزل به القرآن منذ مطلع فجر الإسلام في مكة ففي سورة المزمل قال تعالى: (عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [المزمل: 20].

وبهذا يتضح للقارئ الكريم عظمة المنهج الرباني ووسطيته في كافة المجالات التشريعية من عقائد، وأخلاق، وعبادة، وحرصه على رفع الحرج وتيسير الأمور وتسهيلها على الناس والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015