في أواخر عصرِ الصحابة رضوان الله عليهم، كانت البداية الحقيقية لنشأة الاختلاف والكلام في القدر إذ نبغ في وقتهم معبد الجهني الذي قال بنفي القدر، كما روى الإمام مسلم عن يحيى بن معمر (?).
قال: (كان أول من قال في القدر بالبصره معبد الجهني، ثم ذكر يحيى أنه لقي عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - فقال يا أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم (?) ... وإنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف (?).
فقال ابن عمر منكرًا عليهم ذلك: فإذا لقيت ذلك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر (?).
ومعبد إنما تلقى هذه المقالة عن رجل نصراني كان قد أسلم ثم تنصر مرة أخرى، فكان معبد أول من نشر ذلك ونادى به وأظهره ولا سيما بالبصرة قال الإمام الأوزاعي (?) رحمه الله: (أول ممن نطق في القدر رجل تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد) (?).
فهؤلاء هم أقطاب القدرية الأوائل، وكان مذهبهم في القدر يدور على أمرين: