وهؤلاء في الحقيقة يزعمون أن الله هو الفاعل الحقيقي لأفعالهم، بخلاف ما عليه أهل السنة، الذين يقولون إن الله هو الخالق والعبد هو الفاعل، ولذا ترتب على فعله الثواب والعقاب، وهؤلاء -الجبرية- يسمون بالقدرية المشركية, لأنهم شابهوا المشركين في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكنَا وَلا آبَاؤنَا} [الأنعام: 148] وهذا كلام ظاهر البطلان.

5 - القدرية:

وهم أتباع معبد الجهني (?) وغيلان الدمشقي (?)، وأتباع واصل بن عطاء (?)، وعمرو بن عبيد (?) من المعتزلة، ومن وافقهم، هؤلاء هم القدرية، وقولهم في القدر: إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى، وقدرته في ذلك أثر، ويقولون: إن أفعال العباد ليست مخلوقة لله، وإنما العباد هم الخالقون لها ويقولون: (إن الذنوب الواقعة ليست واقعة بمشيئته الشاملة، وغلاتهم ينكرون أن يكون الله قد علمها، فيجحدون بمشيئته الشاملة، وقدرته النافذة، ولهذا سموا مجوس هذه الأمة, لأنهم شابهوا المجوس الذين قالوا: إن للكون إلهين: إله النور: وهو خالق الخير، وإله الظلمة: وهو خالق الشر.

والقدرية جعلوا لله شريكًا في خلقه فزعموا أن العباد يخلقون أفعالهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015