مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق؛ لو سرت بنا إلى برك الغماد (?) لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه ... " (?)

يرى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا الموقف العظيم من المقداد - رضي الله عنه - مشيدًا به متمنيًا أن يكون هو صاحبه فيقول (شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا؛ لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به (?) أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرق وجهه وسره، يعني قوله) (?).

ْوقال سعد بن معاذ (?) - رضي الله عنه - في هذا المقام: ( ... فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله بقول سعد ونَشَّطَه ذلك ... ) (?).

فتأمل موقف هذه الأمة من نبيها، وانظر أي بون بينه وبين موقف قوم موسى عليه السلام في قولهم: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] أو موقف النصارى الذي أسلموا نبيهم لأعدائهم ليقتلوه ويصلبوه بزعمهم، وتآمر بعض تلاميذه وحوارييه عليه، كما تقدم بيان ذلك في فعل القوم من أنبيائهم.

الأمر الثالث: أنهم لم يغلوا فيهم أو يفرطوا في مدحهم بالباطل: وإنما قدروهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015