امرأته من بعده ثم ذكروا أن داود طلب عودة أوريا زوج المرأة المزعومة من المعركة ليقيم مع زوجته.
في محاولة من داود لإخفاء جريمته ونسبة الحمل لأوريا، ولكن أوريا لم يدخل على أهله، ولما يئس منه داود كتب إلى قائده يأمره بأن يجعل أوريا في مقدمة الجيش والتراجع عنه عند اشتداد الخطر ليهلك، ذكر ذلك في (سفر صموئيل الثاني) (?).
فانظر رحمك الله كيف صوروا نبيًّا كريمًا بهذه الصورة المزرية، فلم يكفهم نسبة الزنى إليه، حتى جعلوه متآمرًا على القتل، بل آمرًا به (?).
الأمر الرابع: أنهم قتلوا بعض أنبيائهم:
لقد سجل الله عليهم في القرآن الكريم هذا الموقف المشين من أنبيائهم في غير ما آية، مقرعًا لهم وموبخًا على هذا الصنيع القبيح، والجرم العظيم الذي ارتكبوه بحق من أرسل لهدايتهم وبعث لإرشادهم إلى صراط الله المستقيم، من أنبياء الله ورسله قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87].
وقال عز وجل: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} [المائدة: 70] فاستجلبوا بهذا الموقِف المخزي غضب الله عز وجل ومقته وسخطه واستوجبوا عذابه ونقمته: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61] {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 21].
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: (كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي،