أي: والصلاة المتوسطة بين الطول والقصر، ويؤيده الأحاديث المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في ذلك قولا وفعلا.
ثم مر بي في القاموس حكاية هذا قولا، حيث ساق في مادة (وسط) الأقوال في الآية، ومنها قوله: أو المتوسطة بين الطول والقصر، قال شارحه الزبيدي (?)، وهذا القول رده أبو حيان (?) في البحر المحيط، ثم سنح لي احتمال وجه آخر، وهو أن يكون قوله: (وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) أريد بها وصف الصلاة المأمور بالمحافظة عليها بأنها فضلى، أي ذات فضل عظيم عند الله، فالوسطي بمعني الفضلى من قوله للأفضل الأوسط (?).
4 - أما محمد رشيد رضا -رحمه الله- فقال: (والصلاة الوسطي هي إحدى الخمس، والوسطي مؤنث الأوسط ويستعمل بمعنى التوسط بين شيئين أو أشياء لها طرفان متساويان، وبمعني الأفضل، وبكل من المعنيين قال قائلون، ولذلك اختلفوا في أي الصلوات أفضل، وأيتها المتوسطة) (?).
5 - وأما ابن عاشور (?) -رحمه الله- قال: (فأما الذين تعلقوا بالاستدلال بوصف الوسطي فمنهم من حاول جعل الوصف من الوسطي بمعنى الخيار والفضل، فرجع إلى تتبع ما ورد في تفضيل بعض الصلوات على بعض، ومنهم من حاول جعل الوصف من الوسط، وهو الواقع بين جانبين متساويين من العدد، فذهب يتطلب الصلاة التي هي بين صلاتين من كل جانب وبهذا التفسير لمعنى (الوسطى) من أقوال