صاحبه له، فقال عز وجل: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنعام: 101].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أي: كيف يكون له ولد، ولم تكن له صاحبه؟ أي: الولد إنما يكون متولدًا عن شيئين متناسبين، والله لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه, لأنه خالق كل شيء فلا صاحبة ولا ولد ... ) (?).
وقد بين سبحانه في الحديث القدسي، أن من نسب إليه اتخاذ الولد فقد شتمه وسبه بقوله ذلك، ففي الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدًا " (?).
الثاني: زعمهم أن الله سبحانه وتعالى عن قولهم علوًا كبيرًا (نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنسانًا وحبل به وولد من مريم البتول وقتل وصلب) (?).
وقال القس القوطي في رسالته إلى أبي عبيدة الخزرجي يشرح فيها مذهبه:
( ... فهبط بذاته من السماء والتحم في بطن مريم العذراء البتول أم النور فاتخذ لنفسه منها حجابًا كما سبق في حكمته ... ) (?).
يقول الإمام ابن القيم: ( ... إن هذه الأمة- أي: النصارى ارتكبت محذورين عظيمين، لا يرضى بهما ذو عقل ولا معرفة، أحدهما: الغلو في المخلوق، حتى جعلوه شريك الخالق وجزءًا منه، وإلهًا آخر معه، ونفوا أن يكون عبدًا له.
والثاني: تنقص الخالق وسبه ورميه بالعظائم، حيث زعموا أنه سبحانه وتعالى عن قولهم علوًّا كبيرًا - نزل من العرش عن كرسي عظمته، ودخل في فرج امرأة