ثانيًا: التعريف بالمنهج في اللغة والاصطلاح:
أ- معنى المنهج في اللغة: (?)
المنهج من مادة نهج، ينهج نهجًا، وهو الطريق البين الواضح، ويطلق على الطريق المستقيم، والمنهج، والمنهاج والنهج: بمعنى واحد. وفي التنزيل قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: سبيلاً وسنة (?) وهو مروي عن مجاهد، وعكرمة والحسن البصري، وغيرهم وروي عن ابن عباس سنة وسبيلاً، ورجح ابن كثير رحمه الله التفسير الأول، لظهوره في المعنى ومناسبته (?). وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (والمنهاج: السبيل، أي الطريق الواضح) (?) وتفسير ابن عباس الأول هو المختار.
ب- معنى المنهج في الاصطلاح:
المنهج هو الطريق المؤدي إلى التعريف على الحقيقية في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة، والتي تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة (?) وبعبارة أوجز: هو القانون أو القاعدة التي تحكم أي محاولة للدراسة العلمية، وفي أي مجال (?)، ومن ثم تختلف المناهج باختلاف العلوم التي تبحث فيها، فلكل علم منهج يناسبه، ومع وجود حد مشترك بين المناهج المختلفة، وقد تتعاون -وهو الغالب- مجموعة من المناهج لخدمة ومعالجة فن واحد. (?)
سورة الفاتحة تقرر منهج الوسطية:
إن أمّ الكتاب تقرر منهج الوسطية من أولها إلى آخرها وأظهر آية فيها شاهدة بذلك هي قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] وما بعدها.