وردت مادة (وسط) في القرآن الكريم في عدة مواضع، وذلك بتصاريفها المتعددة، حيث وردت بلفظ: (وسطا) و (الوسطي) و (أوسط) و (أوسطهم) و (وسطن).
وسنين معني كل كلمة على وفق ورودا في القرآن الكريم مسترشدين بأقوال المفسرين ببعض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في توضيح معاني تصاريف كلمة الوسط.
أولا: كلمة وسطا:
وردت في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143]، وقد ورد تفسير هذه الكلمة في السنة النبوية، كما ذكر لها المفسرون عدة معان وتفصيل ذلك كما يلي:
1 - وقد ورد تفسير هذه الكلمة عن أبي سعيد الخدري (?) -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يدعي نوح يقوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ"، (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (?)، فذلك قوله - جل ذكره-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والوسط: العدل.
وروى الطبري (?) بإسناده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: عدولا (?).