وهذا لا ينافي الحلم والحكمة، بل الغضب لله في حدود الحكمة من صميم الحلم والحكمة وقوله: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 231]، وقوله: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) [آل عمران:164]، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) [الجمعة: 2]. وغير ذلك من الآيات.
وممن فسر الحكمة المقرونة بالكتاب والسنة: الإمام الشافعي (?) والإمام ابن القيم (?)، وغيرهما من الأئمة (?).
ثالثا: الأناة
الأناة في اللغة: التثبت وعدم العجلة، يقال: تأني في الأمر: مكث ولم يعجل، والاسم منه: أناة (?) ويقال: تأنى في الأمر: ترفق، وتنظر، وتمهل، واستأنى به: انتظر به وأمهله (?)، وتأنى الأناة بمعنى التبين والتثبت في الأمور، يقال: تبين في الأمر والرأي: تثبت، وتأنى فيه ولم يعجل (?).