إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان، وعلم وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي (?).
والبصيرة في الدعوة إلى الله تنقسم إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يدعو الداعية على بصيرة فيما يدعو إليه بأن يكون عالما بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه، لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجبا وهو في شرع الله غير واجب فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرما وهو في دين الله غير محرم، فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم.
الأمر الثاني: أن يكون على بصيرة في حال المدعو، فلا بد من معرفة حال المدعو: الدينية، والاجتماعية، والاعتقادية والنفسية والعلمية، والاقتصادية حتى يقدم له ما يناسبه.
الأمر الثالث: أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة (?) وقد رسم الله طرق الدعوة ومسالكها في آيات كثيرة منها: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) [يوسف: 108]، وهذه قاعدة قوية متينة في الدعوة إلى الله تعالى ثم تكون هذه القاعدة متفرعة إلى ثلاثة أبواب: وهي الدعوة إلى الله: بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن (?). قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125].
أما الباب الرابع: في الدعوة إلى الله باستخدام القوة عند الحاجة إليها كما قال تعالى: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [العنكبوت: 46]، ولا شك أن أحسن الطرق في دعوة الناس طريق القرآن، ومخاطبته لهم، ومجادلتهم (?).