2 - وقال معمر (?)

وسفيان الثورى (?): (إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد) (?).

3 - وقال إبراهيم النخعي (?): (إذا تخالجك أمران فظن أن أحبها إلى الله أيسرهما) (?) فإن المتأمل لهذه الآثار من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة يلحظ أن هذا المعنى غائب عن واقع وفهم كثير من المسلمين، وقليل منهم من يدرك هذه الحقيقة ويتعامل معها، حيث إنه يوجد هناك من لو سئل عن هذا الأمر لأجاب الإجابة الصحيحة، ولكن عند التأمل في واقعه وتعامله والتزامه ومنهجه لا نجد إلا الإفراط أو التفريط.

والعجب أن بعض هؤلاء كأنه أغير على دين الله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل من الله جل وعلا الذي يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، ويقول تعالى: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185]، ويقول: (يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء:28].

وهذا لا يعني -أيضًا- التفريط والتساهل والتهاون بحجة أن هذا الدين يسر، والتوسعة إلى الشارع لا إلى أهواء الناس ورغباتهم وما ألفوه ودرجوا عليه، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء (كلا طرفي قصد الأمور ذميم) ثم إن قضية التيسير والتوسعة قضية منهج متكامل وليست تتعلق بجزئية أو جزئيات كما يتصور بعض الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015