منهج التعمق والتشدد ظنا منهم أن ذلك طريق النجاة، وإذا فلا غرابة أن رأيناه -صلى الله عليه وسلم- يتعقب الذين يلتزمون التشديد والأخذ بالأشق (?).

4 - ودخل -صلى الله عليه وسلم- مرة المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا: حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "حلوه ليصل أحكم نشاطه فإذا فتر فليرقد" (?).

5 - وفي السنن عن عقبة بن عامر (?) أن أخته نذرت أن تمشي إلى البيت فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا فلتركب" وفي رواية: "إن الله لغني عن مشيها مروها فلتركب" (?).

هذه هي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطريقته: سلوك الطريق الوسط وأتباع اليسير، وسلوك غير ذلك رغبة في سنة رسول الله - فيه الخطر الشديد والوعيد العظيم المؤدي إلى منهج التنطع والإفراط، بل لقد ثبت نهيه -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه عن التشديد والتكلف ممن التزموا هذا الجانب ما يؤدي بهم إلى الانقطاع وعدم التمكن من المواصلة وإهمال حقوق وواجبات للنفس والأهل وكل من له به تعلق.

6 - فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- (?) يقول: "قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم تصوم النهار وتقوم الليل؟ " فقلت: بلي يا رسول الله، قال: "فلا تفعل، صم وأفطر وثم ونم فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015