بعضا، فكل فرقة تحرم الأخرى ولا تدعها تلج معبدها، فالملكية (?) تكفر اليعقوبية (?) وكذلك الآخرون، وكذلك النسطورية (?) والآريوسية (?) كل طائفة تكفر الأخرى ... ) (?).

وكمثال على ما ذكر من ظلم أمة النصارى وجور بعضهم على بعض، ما لاقاه أقباط مصر - وهم من الطائفة اليعقوبية- من ظلم واضطهاد على يد أبناء دينهم البيزنطيين الذين كانوا يحكمونهم قبل الفتح الإسلامي لمصر.

يقول المستشرق توماس آرنولد: ( ... فإن اليعاقبة -وهم الأقباط- الذين كانوا يكونون السواد الأعظم من السكان المسيحيين، قد عوملوا معاملة مجحفة من أتباع المذهب الأرثوذكسي (?) التابعين للبلاط، الذين ألقوا في قلوبهم بذور السخط والحنق اللذين لم ينسهما أعقابهم حتى اليوم، كان بعضهم يعذب ثم يلقى بهم في اليم، وتبع كثير منهم بطريقهم إلى المنفى لينجوا من أيدي مضطهديهم، وأخفى عدد كبير منهم عقائدهم الحقيقية، وتظاهر بقبول قرار خلقدونية (?).

وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط - ذلك اللفظ الذي يطلق على المسيحيين من اليعاقبة في مصر - حياة تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك بقرن من الزمان) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015