عن كل شخص، تختلف باختلاف دخله ... ولم تكن هذه الضريبة (?) تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان، والنساء، والذكور الذين هم دون البلوغ والأرقام والشيوخ، والعجزة، والعمى، والفقر الشديد. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ... ولا تفرض عليهم الزكاة ... وكان لهم على الحكومة أن تحميهم) (?).

وهذا الشاهد التاريخي من مستشرق يهودي صهيوني يثبت أن المسلمين في الأندلس عاملوا أهل ذمتهم وفق القواعد التي وضعها وحددها الإسلام، وهي قواعد توفر لأهل الذمة الحماية وعدم الظلم وتسبغ الرحمة والعطف على الفقراء وذوي الأعذار، وتوفر لهم حرية ممارسة دينهم، وحرية الاكتساب، وهذا غاية العدل؛ بل هو إلى الفضل أقرب.

4 - اعتراف المستشرق ستانلي لين بول:

نقل عنه صاحب (قصة الحضارة) العبارة التالية: لم تنعم الأندلس طول تاريخها بحكم رحيم، عادل، كما نعمت به في أيام الفاتحين) (?).

ثم عقب المستشرق اليهودي -بقوله-: (ذلك حكم يصدره مستشرق مسيحي عظيم) ثم علب عليه حسده وخبثه وحقده وأراد أن يقلل من شأن هذه الشهادة والإشادة مع اعترافه بصحة حكم إستانلي، قائلا: (قد يتطلب تحمسه شيئا من التقليل من ثنائه، لكن هذا الحكم بعد أن نقص منه ما عساه أن يكون فيه من التحمس يظل مع ذلك قائما صحيحا) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015