سموا الجندي والسائل مستميحين، وإنما الميح جمع المائح الماء في الدلو، والمائح الرجل الذي ينزل في البئر يملأ الدلاء، وقد تلغ سباع الطير الدماء. ولذلك قال أبو تمام:

بعِقبانِ طيرٍ في الدّماء نواهِل

وإنما النّهَل في الشراب. وقد كرر أبو الطيب هذا المعنى فغيّره، ولطُف فجاء كالمعنى المخترع فقال:

يفَدّى أتمُّ الطّيرِ عُمراً سلاحَهُ ... نُسورُ المَلا أحداثُها والقشاعمُ

وما ضرّها خلْق بغير مخالبٍ ... وقد خُلِقت أسيافُه والقوائم

أبو تمام:

تعوّد بسْط الكفّ حتى لو انّه ... ثَناها لقبضٍ لم تُطِعْه أناملُه

أبو الطيب - ونقله الى البأس:

وفي الحرب حتى لو أراد تأخّراً ... لأخّره الطبعُ الكريمُ الى القُدْم

أبو تمام:

عطاءٌ لو اسْطاع الذي يستميحُه ... لأصبح ما بين الوَرى وهو عاذله

أبو الطيب:

وكنتُ أعيبُ عذْلاً في سماحٍ ... فها أنا في السّماح له عَذول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015