إن رجال الكنيسة لم يجدوا ما يصدون به أتباعها عن الإسلام بعد أن رأوه قد قضى على الوثنية والمجوسية، وكاد يقضى على النصرانية فى الشرق، ثم امتد نوره إلى الغرب.
إلا تأليف الكتب ونظم الأشعار والأغانى فى ذم الإسلام ونبيه وكتابه بالإفك والبهتان، وفحش الكلام، الذى يدل على أن هؤلاء المتديّنين أكذب البشر، وأشدّهم عداوة للحقّ والفضيلة فى سبيل رياستهم التى يتبرأ منها المسيح عليه صلوات الله وسلامه.
وقد كان أتباعهم يصدقون ما يقولون ويكتبون، ويتهيجون بما ينظمون وينشدون، حتى إذا ما اطلع بعضهم على كتب الإسلام، ورأوا المسلمين وعاشروهم ففضحوهم أقبح الفضائح كما ترى فى كتاب (الإسلام خواطر وسوانح) للكونت دى كاسترى، وكما ترى فى الكتاب الفرنسى الذى ظهر فى هذا العهد باسم (حياة محمد) للمسيو درمنغام وهذان الكاتبان الفرنسيان من طائفة الكاثوليك اللاتين، وقد صرحا كغيرهما بأن كنيستهما هى البادئة بالظلم والعدوان، والإفك والبهتان، واعترفا بأدب المسلمين فى الدفاع (?).