الوجيز للواحدي (صفحة 673)

3

{حرِّمت عليكم الميتة} سبق تفسير هذه الاية في سورة البقرة إلى قوله: {والمنخنقة} وهي التي تختنق فتموت بأس وجهٍ كان {والموقوذة} المقتولة ضرباً {والمتردية} التي تقع من أعلى إلى أسفل فتموت {والنطيحة} التي قُتلت نطحا {وما أكل} منه {السبع} فالباقي منه حرامٌ ثمَّ استثنى ما يُدرك ذكاته من جميع هذه المحرَّمات فقال: {إلا ما ذكيتم} أَيْ: إلاَّ ما ذبحتم {وما ذبح على النصب} أَيْ: على اسم الأصنام فهو حرام {وأن تستقسموا بالأزلام} تطلبوا على ما قُسم لكم من الخير والشَّرِّ من الأزلام: القداح التي كان أهل الجاهليَّة يُجيلونها إذا أرادوا أمراً {ذلكم} أَيْ: الاستقسامُ من الأزلام {فسق} خروجٌ عن الحلال إلى الحرام {اليوم} يعني: يوم عرفة عام حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح {يئس الذين كفروا} أن ترتدُّوا راجعين إلى دينهم {فلا تخشوهم} في مظاهرة محمد واتِّباع دينه {واخشون} في عبادة الأوثان {اليوم} يعني: يوم عرفة {أكملتُ لكم دينكم} أحكام دينكم فلم ينزل بعد هذه الآية حلالٌ ولا حرامٌ {وأتممت عليكم نعمتي} يعني: بدخول مكَّة آمنين كما وعدتكم {فمن اضطر} إلى ما حُرِّم ممَّا ذُكر في هذه الآية {في مخمصة} مجاعةٍ {غير متجانفٍ لإِثم} غير متعرِّضٍ لمعصيةٍ وهو أن يأكل فوق الشيع أو يكون عاصياً بسفره {فإنَّ الله غفورٌ} له ما أكل ممَّا حرَّم عليه {رحيم} بأوليائه حيث رخَّص لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015