في يَرْمُلُونَ عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان قسمٌ يُدْغَمَا
فيه بغنةٍ بينمو عُلِمَا
إلا إذا كَانَا بكلمةٍ فلا
تُدغم كدنيا ثم صِنوانٍ تلا
والثان إدغامٌ بغير غنهْ
في اللام والرا ثم كَرِّرَنَّهْ
الحكم الثالث: الإقلاب
وهو لغة: تحويل الشيء س.
واصطلاحا: جعل حرف مكان آخر، أي: قلب النون الساكنة والتنوين ميما قبل الباء مع مراعاة الإخفاء والغنة، فللإقلاب حرف واحد وهو الباء.
ويكون مع النون في كلمة مثل: أَنْبِئْهُمْ (?) وفي كلمتين مثل: أَنْ بُورِكَ (?)
ومع التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين مثل سَمِيعٌ بَصِيرٌ (?)
والسبب في الإقلاب عسر الإتيان بالغنة في النون والميم مع الإظهار، ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، وعسر الإدغام كذلك لاختلاف المخرج، وقلة التناسب؛ فتعين الإخفاء وتوصل إليه بالقلب ميما.
وإنما خصت الميم بالقلب دون غيرها من الحروف لمشاركتها الباء مخرجا والنون صفة، فللإقلاب ثلاثة أعمال: قلب وإخفاء وغنة، قال صاحب التحفة: والثالثُ الإقلابُ عند الباءِ
ميمًا بغنةٍ مع الإخفاءِ
الحكم الرابع: الإخفاء
ومعناه لغة: الستر.
واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول.
وله خمسة عشر حرفا وهي: الباقية من حروف الهجاء، وقد جمعها بعضهم في أوائل كلمات البيت الآتي فقال: صف ذا ثنا كم جاد شخصٌ قد سما
دم طيبًا زد في تقى ضع ظالما
فيجب إخفاء النون الساكنة والتنوين بغنة عند هذه الحروف الخمسة عشر.
وها هي أمثلة النون مع كل حرف منها من كلمة ومن كلمتين، وأمثلة التنوين من كلمتين على ترتيب حروف البيت السابق.