على عثمان - رضي الله عنه - وكان خلال هذه المدة في غاية الشجاعة وضبط النفس رغم قسوة الظروف ورغم الحصار , ولطالما كان يطل على المحاصرين ويخطب فيهم ويذكرهم بمواقفه لعلهم يلينون لكنهم لم يفعلوا. روى الطبري عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري. (قال: أشرف عليهم عثمان - رضي الله عنه -ذات يوم فقال: السلام عليكم قال فما سمع أحد من الناس رد عليه إلا أن يرد رجل في نفسه فقال: أنشدكم بالله هل علمتم أني اشتريت بئر رومه من مالي يستعذب بها فجعلت رشائي منها كرشاء رجل من المسلمين؟ قال: قيل نعم قال فما يمنعني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر قال أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد قيل نعم قال فهل علمتم أحداً من الناس منع أن يصلي فيه من قبلي؟ قال: أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله يذكر كذا وكذا أشياء بشأنه إلى أن قال فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ فيهم الموعظة وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم قال ثم أنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه قال وذاك أنه رأى من الليل أن نبي الله يقول افطر عندنا الليلة) (?) وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -للذين حاصروا عثمان - رضي الله عنه -يوم الدار: (إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافاً , أو قال: اختلافاً وفتنة , فقال له قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ فقال: عليكم بالأمين وأصحابه , وهو يشير إلى عثمان بذلك) (?) روى ابن ماجة في السنن إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: (في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم فجاء فخلا به فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ووجه عثمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015