ثم قال في التقريب:" ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس. قال البزار:"كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة " (?).
واعترض عليه وعده بعض المتأخرين تناقضاً، كونه أطلق عليه التدليس وظاهر كلامه غير ذلك، والجواب عليه: أنما وصف ابن حجر له بالتدليس إنما جاء من ترجيحه أنّ الحسن البصري ثبت سماعه من أبي هريرة - رضي الله عنه - بالجملة (?) فما رواه عنه من قبيل التدليس إذ روى عنه ما لم يسمعه منه لذا فلا تناقض بين قوليه، والله أعلم.
فالصحيح أن الحسن البصري هو ممن يرسل فقط، ولا يعرف له تدليس (?)،وهذا يعني إلا يطلب له سماع فيما عنعنه وإلا صار حديثه كذباً – حاشاه - وإلا كيف يطلب سماع لمن لم يسمع؟!
وبناء على تفريق ابن حجر بين المرسل والمرسل الخفي والتدليس، فنرى أن تقسيم الرواة على هذه الطبقات الخمسة المذكورة فيه اضطراب وتداخل بين الأحكام، ونرى أن يقسم هؤلاء الرواة المذكورين على أقسام ثلاث فقط، حسب ما ذكره ابن حجر في معرض التعقب على ابن كلام الخطيب: (وقد قال الخطيب في باب المرسل من كتابه الكفاية:"لا خلاف بين أهل العلم أن إرسال الحديث الذي ليس بمدلس وهو: رواية الراوي عن من لم يعاصره أو لم يلقه، ثم مثل للأول بسعيد بن المسيب وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وللثاني بسفيان الثوري وغيره عن الزهري. ثم قال: والحكم في الجميع عندنا واحد" (?). انتهى.
فقد (بين) الخطيب في ذلك أن رواية الراوي عمن لم يثبت لقيه ولو عاصره تُعَدُّ إرسالاً لا تدليساًُ.
والتحقيق فيه التفصيل وهو: أن من ذكر التدليس أو الإرسال إذا ذكر بالصيغة الموهمة عمن لقيه فهو تدليس أو عمن أدركه ولم يلقه فهو المرسل الخفي، أو عمن لم يدركه فهو مطلق الإرسال) (?).