أصل النسك: الذبح، والنسيكة الذبيحة، ثم كثر ذلك حتى قيل لكل عبادة نسك، وكل عابد ناسك، ومنه مناسك الحج.
والمنسك في القرآن على وجهين:
الأول؛ المراد به الذبائح، وهو قوله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا) أي: جعلنا لكل أمة من الأمم التي بعث فيها الأنبياء ذبائح يتقربون بها إلى الله، والشاهد قوله تعالى: (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) وأصل المنسك المصدر فعبر به عن الذبائح، وفي قوله: (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) دليل على بطلان قول المجبرة إذ قالوا: إنه تعالى جعل للكفار منهم ذلك ليذكروا عليه اسم الأصنام.
الثاني: الضرب من العبادات، وهو قوله: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ) أي: جعلنا لكل أمة بعثنا فيها نبيا ضربا من العبادات والشرائع، وقال بعضهم: المنسك الموضع الذي يجب أن يتعهد، وقرئ (مَنْسِكًا) أي: مكان نسك، مثل المجلس لمكان الجلوس.