أي: من جهة السماء من جبال يعني السحاب، وهو شبيه الجبال فجعلها جبالا على التشبيه، كما تقول للشديد المقدام: إنه لأسد، أي: كالأسد، وقال فيها: (مِنَ بَرَدٍ)، مِن هنا للتبعيض، وذلك أن ما أنفع من البرد في هذا الوقت غير ما يقع في الوقت الآخر، كما يقع في هذا الوقت هو بعض البرد.

وقال المبرد: أراد من جبال في السماء وتلك الجبال من البرد وإلى نحو من ذلك، ذهب أبو علي - رحمه الله -.

وقال الزجاج: أراد من جبال برد، كما يقال: خاتم في يدي من حديد، والمعنى خاتم حديد في يدي، والوجه هو الذي قلناه، وقيل أيضا: مِن الأولى لابتداء الغاية؛ لأن ابتداء الإنزال من السماء، والثانية للتبعيض؛ لأن البرد بعض الجبال التي في السماء، والثالثة لتبيين الجنس إذا كان جنس تلك الجبال البرد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015