لَمَّا تكون بمعنى لم وبينهما فرق، ويدخل فيه الألف للتوكيد، وإذا كان مخففا كان بمعنى إلا، فالذي هو بمعنى لم، قوله: (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) والمخفف الذي يكون دخوله بمعنى إلا، وقوله: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) وقوله: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وهي لغة لهذيل، والمشدد أيضا بمعنى حين، قال الله: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) وفي المخفف وجه آخر.
فال سيبويه: سألت الخليل عن قوله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ) إلى قوله: (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) فقال: ما هنا بمنزلة الذي، ودخلتها اللام كما، دخلت على أن حين قلت: لمن فعلت؟ لأفعلن، ودخلت على نية اليمين، واللام الثانية للجواب؛ كقوله: (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ).
وقال الكسائي: هو على مذهب الجزاء، قال اللَّه: (ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ) جواب لقوله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ).
وقال الفراء: قرئ: (لِمَا آتَيْتُكُمْ) بكسر اللام، والمراد إذ أخذت ميثاقكم بهذا الكلام، يعني: قوله: (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)
والفرق بين لَمَّا ولم أن لما يوقف عليها نحو قد جاء زيد، فتقول: لَمَّا، أي: لم