الباب الثالث والعشرون
فيما جاء من الوجوه والنظائر في أوله لام
اللباس واللبس: ما يلبس واللبس المصدر، وسُمِّي الخلط لبسا لأن وجه الصواب مستمر معه، وأصل اللبس الستر، واللبوس مثل اللباس، قال الشاعر:
لبوسا ومطعما
وجاء في القرآن بمعنى الدرع، وهو قوله تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ).
واللباس في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: قوله: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) جاء في التفسير أنهن سكن لكم، وأنتم سكن لهن، وقيل: معناه أن الرجل والمرأة يتضامان فيصير كل واحد منهما بمنزلة اللباس للآخر، ومن الأول قوله: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا) أي: سكنا.
الثاني: الثبات، قال الله: (أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ) ومعنى قوله: (أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ) أعطيناكم، كما قال: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)، والحديد إنما [يُسْتَثارُ من الأرض]، وعبر عن الإعطاء بالإنزال، كما يعبر عن الجعل بالرفع، فتقول: رفعنا أمرنا فى الوالي، وقيل: إنما قال: ((أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا)؛ لأن أصول اللباس ينبت [بماء السماء]، وقيل: [بذره كان من السماء].