هي ما كثف من البروق وعظم، وأصلها من شدة الضرب، يقال: صقعه إذا ضربه ضربا شديدا، وأكثر ما يستعمل في الضرب على الرأس فقلب، فقيل: صاعقة، وربما قيل: صاقعة على الأصل، وصعق الرجل؛ إذا سمع صوتا شديدا فغشي عليه وهو صعق، وفي القرآن: (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا) وصعق الرجل بالفتح، إذا صاح، ويجوز أن تكون الصاعقة من هذا.
والصاعقة في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: شدة الصوت، قال: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) وكانوا سمعوا صوت تدكدك الجبل؛ فماتوا موتا لم يضطروا معه إلى معرفة البارئ ولهذا أجاز أن يكلفهم بعده لأن التكليف مع وقوع العلم ضرورة لا يصح من أجل أن العالم ضرورة ملجأ إلى فعل الطاعات، والتكليف لا يكون إلا مع الاختيار وإلا فإنه ليس بتكليف (1).
الثاني: العذاب، قال: (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ).
الثالث: الموت قال: (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ). أي: ماتوا، وقيل: معنى ذلك أنهم يغشى عليهم ثم يموتون