أضله الطلب، يقول: دعا إلى الشيء، أي: طلب المصير إليه، وادعى على فلان حقا؛ لأنه يطلبه.
والدعوة إلى الطعام معروفة، ثم كثر حتى سمي الطعام دعوة، وسمي بالمصدر من قولك: دعا دعوة واحدة، والدعوة في النسب؛ لأنه طلب الدخول فيه.
والدعاء أيضا الاستعانة، لأنها طلب الإعانة، قال اللَّه عز وجل: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ) أي: استعينوهم، قال الشاعر:
وَقبلُك كل خصم قد تمالوا ... عليَّ فما جَزَعت وَلا دَعَوتُ
أي: ما استعنت غيري على دفعهم.
وكل ما وقع لأجله الفعل فهو داع إليه إلا أن يقع على غير الاختيار، كالمتولد الذي يقع سببه عن سهو.
والدعاء في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: القول، قال الله: (فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا) وقال: (فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ) أي: ما زالت تلك الكلمة دعواهم، أي: يدعونها، وهو قوله: (قَالُوا يَا وَيلَنَا) ......