الخير اسم لكل منفعة ومنه الخيرة في الأمور والاختيار، اختيارك الشيء على الشيء لما في [الاختيار] من المنفعة في الظاهر، وقد تكلمنا في هذا الحرف بأكثر من هذا في كتابنا في التفسير.
والخير في القرآن على عشرة أوجه:
الأول: المال، قال: (إِنْ تَرَكَ خَيرًا) وقال: (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) وقيل: الخير هنا المال الكثير الذي له قدر، وكذلك في قوله: (حُبَّ الْخَيْرِ).
وروي أن رجلا من بني هاشم حضرته الوفاة، فأراد أن يوصي، فقال على عليه السلام: كم ترك؟ قيل: [أربعمائة]، فقال: إن هذا قليل إن الله يقول: (إِنْ تَرَكَ خَيرًا) وقيل كانت [سبعمائة].
وقال قتادة: الخير ألف درهم فصاعدا.
وقال الزهري: الخير كل ما وقع عليه اسم المال من كثير وقليل، وأزاد علي عليه السلام: أن المال إذا كان قليلا يوفر على الورثة ولا يوصي منه استحبابا لا إيجابا.
الثاني: الإيمان، قال الله: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ) وكانوا يقترحون أن يسمعهم الله كلام الموتى، فقال: لو علم الله أنهم إن سمعوا ذلك آمنوا لفعل ذلك، وقيل: معناه لو علم فيهم إيمانا لسماهم سمعاء، ولم يسمهم بكما وصما.
الثالث: الثواب، قال: (وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا) أيْ ثوابا أي: لا أقول أن أعمالهم الحسنة تضيع عند الله لأجل فقرهم، والمراد أن المؤمن الزري المنظر ليس عند الله بمحروم، كما أنه عندكم محروم