الجهاد اسم إسلإمي لم يعرف في الجاهلية، وهو قتال المشركين خاصة.
وأصله من الجهد، وهو استفراغ الطاقة في الأمر، وهو جهد وجهد لغتان، ويقال الجهد الطاقة نفسها، وبلغ الرجل جهده ومجهوده، إذا بلغ أقصى قوته.
والأرض الجهاد اليابسة لأن الرجل لا يحفرها إلا إذا بلغ مجهوده، والمجهود والجهد سواء، مثل: العقل والمعقول.
وجاهدت العدو إذا استفرغت قوتك في دفعه، والمفاعلة تكون من اثنين إلا في حرف جاءت نوادر منها طالبت الحاجة، وحاولت الشيء، وسافرت في الأرض.
والجهاد في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الجهاد بالقول، قال الله تعالى: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) وهذه الآية مكية نزلت قبل الأمر بالكتاب.
وهذا دليل على أنه أراد بها اجهاد بالقول، فيها دلالة على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلزم على حسب الطاقة، يقول: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ) أي: تترك طاعتك لهم فيما يريدونه من مقاربتك إياهم جهادا كبيرا.
والجهاد هو بذل المجهود في الشيء، وترك التقصير فيه،: (وَجَاهِدهُم بِهِ) أي: بالقرآن الذي افتتح به أول السورة، والأول أجود