الخامس: الخلق، قال: [(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا)] (?) أي: خلقناه كذلك، وأحدثناه ومثله: (جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا) أي: خلقها صلبة يمكن الاستقرار عليها، ومثله: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) أي: خلقه من غير ذكر، فصار عبرة وعلامة.
السادس: الحكم، قال الله تعالى: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا)، أي: حكموا بذلك.
والمراد أنهم حكموا بأن للَّه نصيا في زروعهم ومواشيهم ولأصنامهم نصيبا فيها، وسماهم شركائهم؛ لأنهم جعلوا بعض أموالهم لها، ثم كانوا يصرفون مما جعلوه لله إلى أوثانهم فينفقونه عليها ولا يصرفون ما جعلوه لأوثانهم إلى ما يقربون به إلى اللَّه وقيل الأنعام هاهنا البحيرة والسائبة.
فأما قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) فمعناه أنه جعل نبيه عدوا له، لأنه فرض عليه محاربتهم ومناصبتهم، فإذا جعل النبي عدوا لهم، فقد جعلهم عدوا له، وليس معنى ذلك أنه أمره بعداوته وأرادها منهم أو خلقها فيهم لأنه لو فعل ذلك لم يذمهم عليه، وقوله: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ) أي: لا تجعلوا القسم بالله عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ فتكثروا الحلف، وكذلك: