واستثناء، تقول: جاءني غيرك فيكون فاعلا، وضربت غيرك يكون مفعول، ومررت برجل غيرك وصف: وجاءني زيد غير راكب حال، وجئتك غير يوم ظرف زمان، أما من المكان فطلبتك غير موضع، وجاءني القوم غير زيد، وما جاءني أحد غير زيد استثناء فتجريها في الإعراب مجرى الاسم الذي يجيء بعد إلا.
الرابع: ابتداء الكلام، قال: (ثُمْ رَدَدتا: (أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) وأسفل السافلين مثل أرذل العمر أي: الكبر، والمعنى: والذين آمنوا فلهم أجر غير ممنون، ولا يكون مستثنى؛ لأن الذين آمنوا قد رد بعضهم إلى الكبر، وقيل.: معنى أسفل سافلين جهنم، والذين آمنوا مستثنون، فأما قوله تعالى: (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ). فمعناه لكن؛ لأن الله لا يستثنى من المخلوقين، وكذلك: (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي). وكذلك: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ) ويجوز أن يقال: استثنى إبليس منهم؛ لأنه كان معهم في الأمر، وقوله: (لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ) أي: لكن من ظلم، و (ثم) هاهنا بمعنى الابتداء كما تقول: أريد أن أحسن إليك ثم أكرمك، وقوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً).
قال قطرب: معناه إلا ما يسعه؛ لأن الخطأ واسع له؛ لأنه لا حيلة له فيه، وقوله: (إِلا اللمَمَ) مستثنى صحيح ومعناه إلا أن يكون العبد قد ألم