ولكنه استبقاني، وأخذ يتحدث عن مشاكلي وشكاواي يتحدث هو بنفسه، عجبت والله كل العجب، لأنه أحاط بدقائق نفسي ودخائل حسي، بل إن هناك مسائل كانت في باطن الشعور، هو الذي ذكّرني بها.
وما انتهى من حديثه حتى قلت: «والله يا فضيلة الأستاذ، إني سعيد كل السعادة ولا أشكو من شيء أبدًا».
قلت ذلك وصوتي متهدج ودموعي منهمرة وأحاسيسي متدفقة، ثم هجمت عليه، وكان واقفًا ولا شيء على رأسه، هجمت عليه واحتضنته بين ذراعَيَّ في شدة وعنف وأخذت أقبّل رأسه. فاستمر هذا الموقف فترة من الزمن، وهو صامتٌ مستسلم، ولم أتركه إلا حين دخل علينا الأخ الأستاذ سعد الوليلي، وإذا بالأستاذ يبكى بكائي وعيناه مليئتان بالدموع» (?).