أما فقهاء الحنفية ومَن رأى رأيَهم فقد ذهبوا إلى أن وجه المرأة ليس بعورة، وأن كشفه يجوز إذا لم يترتب على الكشف فتنة، وأما إذا ترتب فتنة فإن كشفه حرام سدًّا للذريعة ودرْءًا للمفسدة ... (وذكر الأدلة التي استدلوا بها وجواب جمهور الفقهاء عليها ثم قال):
«ويتضح مما قاله الأئمة المجتهدون أن وجه المرأة عورة وأن ستره واجب وأن كشفه حرام ... حتى فقهاء الحنفية الذين ذهبوا إلى جواز الكشف فإنهم قيدوه بأمن الفتنة ... وهل أحدٌ ينكر إشاعة الفساد والفتنة في المجتمع الذي نتخبط فيه، وفي المحيط الذي نتعايش معه؟
فإذا كان الأمر كذلك فعلى الأب الغيور أن يأمر أهله وبناته بأن يسدلن على وجوههن امتثالًا لأمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وتأسّيًا بنساء الصحابة الصيّنات الطاهرات، واتباعًا لما قرره الأئمة المجتهدون الثقات» (?).