المتفرد لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب، ومهما أبدى لهم من السماحة والمودة فإن هذا لن يبلغ أن يرضوا له البقاء على دينه وتحقيق نظامه ولن يكُفَّهم عن موالاة بعضهم لبعض في حربه والكيد له، وسذاجة أي سذاجة وغفلة أي غفلة، أن نظن أن لنا وإياهم طريقًا واحدًا نسلكه للتمكين للدين! أمام الكفار والملحدين! فهم مع الكفار والملحدين، إذا كانت المعركة مع المسلمين!!!
وهذه الحقائق الواعية يغفل عنها السذج مِنّا في هذا الزمان وفي كل زمان ناسين تعاليم القرآن كله، وناسين تعليم التاريخ كله إن هؤلاء لا يقرؤون القرآن وإذا قرؤوه اختلطت عليهم دعوة السماحة التي هي طابع الإسلام، فظنوها دعوة الولاء التي يحذِّر منه القرآن» (?).