عن القدر المقرر لها في التجويد وادعائه العلم بروايات غير حفص وقراءته بها خطأ دون تلقي ولا توقيف، وتنفسه أثناء القراءة متدرعا بالسكنات الواردة في بعض الروايات، وجمع بعض الروايات للآية الواحدة أو الجزء منها دون تنفس بين الرواية والأخرى، ومن البدع المحرمة في القراءة أيضا قراءة بعض الناس مجتمعين لشيء من القرآن بصوت واحد كما يحدث في المقابر وبعض المساجد لما يؤدي إليه ذلك من بدء أحدهم بجزء من الآية وإكمال الآخر لها الأمر الذي يتنافى مع قدسية القرآن وجلاله.
كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما في القرآن منه ولجأ إلى الاستغفار مع الخجل والحياء اعترافا بالتقصير وخوفا من الله.
ومنهم من كان إذا ختم القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة فاتحة الكتاب وأول البقرة حتى قوله تعالى وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ رجاء أن يكون مثلهم ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من الأدعية، أو بالدعاء المأثور عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - بعد ختم القرآن، وهو: «اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعله لنا شفاء وهدى، وإماما ورحمة، وارزقنا تلاوته
على النحو الذي يرضيك عنا، ولا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عدوا إلا كفيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا عاصيا إلا عصمته، ولا فاسدا إلا أصلحته ولا ميتا إلا رحمته ولا عيبا إلا سترته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انظر كتاب «العميد» الخاتمة.