(106) وقد تقضّي نظمي المقدّمة ... منّى لقارئ القرآن تقدمه
(107) أبياتها قاف وزاي في العدد ... من يحسن التّجويد يظفر بالرّشد
(108) والحمد لله له ختام ... ثمّ الصّلاة بعد والسّلام
(109) على النّبيّ المصطفى وآله ... وصحبه وتابعي منواله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يأتي بمثليها، فيكون الذاهب أقل (وأشم إشارة بالضم في رفع وضم) خاصة نحو مِنْ قَبْلُ ونَسْتَعِينُ لأنك لو ضممت الشفتين في غيرهما لأوهمت خلافه، وحقيقة الإشمام أن تضم الشفتين بعد الإسكان إشارة إلى الضم وتدع بينهما بعض انفراج ليخرج منه النفس فيراهما المخاطب مضمومتين فيعلم أنك أردت بضمهما الإشارة إلى الحركة فهو شيء يختص بإدراك العين دون الأذن فلا يدركه الأعمى بخلاف الروم واشتقاقه من الشم كأنك أشممت الحرف رائحة الحركة بأن هيأت العضو للنطق بها والغرض منه الفرق بين ما هو متحرك في الوصل فسكن للوقف وبين ما هو ساكن في كل حال.
واعلم أن الروم والإشمام لا يدخلان في هاء التأنيث التي لم ترسم تاء تشبيها لها بألف التأنيث أي أما التي ترسم بالتاء فيدخلانها، ولا في ميم الجمع نحو قالَ لَهُمُ النَّاسُ وأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ قطعا لأن الغرض من الروم والإشمام بيان حركة الوصل وحركة الميم فيما ذكر عارضة كحركة وَأَنْذِرِ النَّاسَ ونحو: (لكم) و (إليكم)، ولو على قراءة ابن كثير وفقا للداني والشاطبي وخلافا للمكي لعروض حركتها أيضا لأنها إنما حركت لأجل واو الوصلة بخلاف هذه الكناية فيما يأتي لأنها بخلاف الميم بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء في الوقف معاملة سائر الحركات وعوملت الميم بالسكون كالمحرك لالتقاء الساكنين وأما هاء الكناية فإن وقع قبلها ضمة أو كسرة أو ياء نحو لا نُخْلِفُهُ وبِمُزَحْزِحِهِ وعَقَلُوهُ ولا يَأْتِيهِ فبعضهم أجاز فيها الروم والإشمام إجراء لها على القاعدة وبعضهم منعها لاستثقال الخروج من ثقيل إلى مثله، فإن انضمت الهاء بعد فتحة أو ألف نحو (له) وناداهُ أو سكون نحو (منه) دخلا فيها بلا خلاف لانتفاء العلة السابقة، وقوله (وقد تقضى) أي انتهى (نظمي) لهذه المقدمة هي مني لقارئ القرآن تقدمة أي تحفة وهدية.
أي تم بعد حمد الله والصلاة والسلام على النبي المصطفى المختار سيدنا محمد وآله وصحبه الأطهار ختام لها، كما أن ذلك ابتداء لها.
تم بذلك الباب الثاني من الكتاب بفضل الله الواحد الوهاب، ويليه إن شاء الله تعالى الباب الثالث ويحتوي على (150) سؤالا وجوابا.