132 - وإن كلمة حرفان فيها تقاربا ... فإدغامه للقاف في الكاف مجتلى
133 - وهذا إذا ما قبله متحرّك ... مبين وبعد الكاف ميم تخلّلا
134 - كيرزقكم واثقكم وخلقكم ... وميثاقكم أظهر ونرزقك انجلا
المعنى: إن اجتمع في كلمة حرفان متقاربان فإن السوسي يخص بالإدغام من الحروف المتقاربة القاف في الكاف بشرطين:
الأول: أن يكون ما قبل القاف متحركا.
الثاني: أن يكون بعد الكاف ميم جمع، فإذا تحقق الشرطان وجب الإدغام، وإذا فقد أحدهما امتنع الإدغام، مثال ما اجتمع فيه الشرطان: يَرْزُقُكُمْ*، واثَقَكُمْ، خَلَقَكُمْ*، ومثال ما فقد منه الشرط الأول: مِيثاقَكُمْ*، ومثال ما فقد منه الشرط الثاني: نَرْزُقُكَ. وقول الناظم: مبين، بين ظاهر، ولم يحترز به عن شيء وإنما هو صفة مؤكدة والضمير في تخللا يعود على السوسي، يعني أنه خص إدغام المتقاربين في كلمة بالقاف والكاف دون غيرهما من بقية الحروف المتقاربة، فلم يدغم من كل حرفين متقاربين التقيا في كلمة واحدة إلا القاف في الكاف بالشرطين السابقين. وقوله: (مجتلى) مكشوف مأخوذ من جلاه إذا كشفه، والمراد به الشهرة، ويقال: تخلل المطر الأرض إذا أصاب بعض البقاع ولم يكن عامّا ولا يخفى ما فيه من مناسبة إدغام بعض الحروف دون بعض، ويقال: انجلى الأمر إذا ظهر وانكشف حقيقته والضمير في (فإدغامه) يعود على السوسي؛ لأنه المختص بالإدغام.
135 - وإدغام ذي التّحريم طلّقكنّ قل ... أحقّ وبالتّأنيث والجمع أثقلا
المعنى: أن إدغام القاف في الكاف في اللفظ الذي وقع في سورة التحريم وهو طَلَّقَكُنَّ أولى وأجدر بالإدغام من غيره ك يَرْزُقُكُمْ* ونحوه؛ لأن الغرض من الإدغام التخفيف وكلما كان اللفظ أثقل كان أولى بالإدغام مما هو دونه في الثقل. ولفظ