الإدغام على أنه يقال لهؤلاء المانعين: قد انعقد الإجماع على إدغام قالَ لَهُمْ* وأي فرق بين آلَ لُوطٍ* وقالَ لَهُمْ*، والحق أنه لا فرق بينهما بل هو مثله وعلى وزنه. وقوله: (ولو حج مظهر ... إلخ) أي لو احتج المظهرون للفظ آلِ* بأن ثاني حروفه قد تغير بالإعلال مرة بعد مرة والإدغام نوع من التغيير فعدل عنه خوفا من أن يتوارد على كلمة قليلة الحروف تغييرات كثيرة لو احتج المظهرون بهذا لغلبوا بالحجة، إذا صح هذا الاحتجاج لاعتلى الإظهار وارتفعت منزلته وأخذ به أهل الأداء، لكن هذا الاحتجاج لا ينهض لمنع الإدغام.
والخلاصة: أن الإدغام في هذه الكلمة هو الصحيح المعول عليه المأخوذ به وهو الذي عليه العمل.
128 - فإبداله من همزة هاء اصلها ... وقد قال بعض النّاس من واو ابدلا
المعنى: هذا بيان لأصل كلمة آل وما طرأ عليها من تغيير، وقد أورد الناظم في أصلها مذهبين الأول: مذهب سيبويه وهو أن أصلها أهل بهاء ساكنة فأبدلت الهاء همزة ساكنة ثم أبدلت الهمزة ألفا بناء على ما تقرر من أنه إذا اجتمعت همزتان وثانيهما ساكنة فإن الثانية تبدل حرف مد من جنس حركة ما قبلها، والثاني: مذهب أبي الحسن بن شنبوذ وهو الذي عبر عنه الناظم ببعض الناس، وهو أن أصلها أول بفتح الواو كما في لفظة قال، فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.
129 - وواو هو المضموم هاء كهو ومن ... فأدغم ومن يظهر فبالمدّ علّلا
130 - ويأتي يوم أدغموه ونحوه ... ولا فرق ينجى من على المدّ عوّلا
المعنى: اختلف أهل الأداء في إدغام الواو من لفظ هُوَ* المضموم الهاء في مثلها نحو لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ، كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ. فذهب الجمهور عن السوسي إلى إدغامها في مثلها طردا للباب لتحقق الحرفين المتماثلين، ولذلك أمر الناظم بإدغامها، وذهب البعض إلى الإظهار؛ لأن إدغام الواو في مثلها يترتب عليه محظور وهو إدغام حرف المد، ذلك أنه إذا أريد إدغام الواو فلا بد من إسكانها فإذا سكنت وقبلها ضمة تصير حرف مد، وحرف المد لا يدغم بالإجماع؛ لأن إدغامه يفضي إلى حذفه