فأما الليث: فهو الليث بن خالد البغدادي. وكنيته أبو الحارث وهو ثقة حاذق ضابط للقراءة، وتوفي سنة أربعين ومائتين.
وأما الدوري: فهو حفص بن عمر الدوري، وتقدمت ترجمته عند الكلام على أبي عمرو البصري؛ لأن الدوري هذا روى عن أبي عمرو البصري وعن الكسائي، ولذلك قال الناظم: وفي الذكر قد خلا، أي مضى ذكر ترجمته مع أبي عمرو البصري.
41 - أبو عمرهم واليحصبيّ ابن عامر ... صريح وباقيهم أحاط به الولا
اللغة: (اليحصبي) نسبة إلى يحصب جد ابن عامر أو إلى قبيلة من اليمن والصاد تثلث.
المعنى: أن أبا عمرو البصري وابن عامر اليحصبي نسبهما خالص من الرق ومن ولادة العجم فهما من صميم العرب، وباقي الأئمة السبعة أحاط به الولاء وأحدق به، قال الجعبري: أبو عمرو وابن عامر نسبهما خالص من الرق وولادة العجم وباقي السبعة شيب نسبهم بولاء الرق إن ثبت أنه مسهم أو مس أحد آبائهم وإلا فولادة العجم، وولاء الحلف لا ينافي الصراحة ..
انتهى. وقال أبو شامة: وغلب على ذرية العجم لفظ الموالي يقال: فلان من العرب وفلان من الموالي أي العجم فهذا الذي ينبغي أن يحمل عليه ما أشار إليه بقوله: أحاط به الولا، يعني ولادة العجم ولا يستقيم أن يراد به ولاء العتاقة فإن ذلك لم يتحقق فيهم أنفسهم ولا في أصول جميعهم ولا يستقيم أن يراد به ولاء الحلف فإن العربية لا تنافي ذلك .. انتهى.
42 - لهم طرق يهدي بها كلّ طارق ... ولا طارق يخشى بها متمحّلا
(الطرق): جمع طريقة كصحف وصحيفة. (يهدى): بفتح الياء وكسر الدال يستعمل لازما بمعنى يهتدى، ومتعدّيا بمعنى يرشد غيره. (وكل طارق): إذا كان يهدي لازما فالمراد من (الطارق) من يسلك سبيل هذا الطرق، ويريد معرفتها، والوقوف عليها، وإذا كان متعدّيا؛ فالمراد منه العالم الذي يرشد الناس إليها، ويقفهم على حقيقتها.
والمعنى: أن لهؤلاء القراء ورواتهم مذاهب في الأصول والفرش منسوبة إليهم، قد اتضحت واستنارت يهتدى إلى معرفتها كل من توجه إليها، وسلك سبيل معرفتها أو يرشد الناس إليها، العالم بها، الواقف على سرها. وقوله: ولا طارق يخشى بها