إليه مشيخة الإقراء بالشام كان إماما كبيرا وتابعيّا جليلا جمع بين الإمامة بالجامع الأموي بدمشق والقضاء ومشيخة الإقراء، ولد ابن عامر سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وقيل: سنة ثمان، وتوفى بدمشق سنة ثمان عشرة ومائة، وراوياه: هشام وابن ذكوان بسند.
فأما هشام: فهو هشام بن عمار بن نصير وكنيته أبو الوليد إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ولد سنة ثلاث وخمسين مائة، وتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأما ابن ذكوان: فهو عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان الدمشقي، شيخ الإقراء بالشام، وإمام جامع دمشق، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائة، وتوفى سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقد نقل هشام وابن ذكوان القراءة عن ابن عامر ولكن بواسطة بينهما وبينه.
34 - وبالكوفة الغرّاء منهم ثلاثة ... أذاعوا فقد ضاعت شذا وقرنفلا
35 - فأمّا أبو بكر وعاصم اسمه ... فشعبة راويه المبرّز أفضلا
36 - وذاك ابن عيّاش أبو بكر الرّضا ... وحفص وبالإتقان كان مفضّلا
اللغة: (الغراء) البيضاء وصفت الكوفة بذلك؛ لما فيها من كثرة العلماء. (أذاعوا) نشروا العلم بين الناس. (ضاعت): فاحت رائحة العلم بها. و (الشذا): العود أو المسك. و (القرنفل) معروف. (والمبرز): هو الذي فاق أقرانه.
المعنى: أن في الكوفة المشهورة ثلاثة من الأئمة السبعة بثوا علمهم فيها، فتعطر بها ذكرهم، ورفع من شأنها علمهم. فالإمام الأول من الثلاثة: عاصم بن بهدلة أبي النجود بفتح النون الأسدي وكنيته أبو بكر. شيخ الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، جمع بين الفصاحة والإتقان، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان من التابعين، توفى آخر سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة.
وراوياه: شعبة وحفص.
فأما شعبة: فهو شعبة بن عياش بن سالم وكنيته أبو بكر.