الصواب، والتنبّل: الرفعة، أو الموت.
والمعنى: أن القارئ هو الحر الذي لم يستعبده الهوى، ولم تسترقه الدنيا، ولكن إذا كان خليقا جديرا بالتحري في القرآن، والاستعداد لحفظه واستظهاره، والسير على طريقته، حال كونه مخلصا له نيته موجها إليه جميع حواسه وشعوره إلى أن ينبغ في العلم أو إلى أن يموت.
10 - وإن كتاب الله أوثق شافع ... وأغنى غناء واهبا متفضّلا
الغناء: بفتح الغين والمد الكفاية، وهو مصدر بمعنى الفاعل أي أغنى مغن.
والمعنى: أن كتاب الله عزّ وجلّ هو الشافع الذي لا ترد شفاعته، وشفاعته للعبد تمنعه من وقوعه في العذاب بخلاف شفاعة غيره فإنها تخرج العبد من العذاب بعد وقوعه فيه، وفي ذلك إشارة لقوله صلّى الله عليه وسلم «اقرءوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه». ومعنى:
وأغنى غناء: أن كفاية القرآن أتم من كفاية غيره، وإغناؤه أكثر من إغناء غيره حال كون القرآن واهبا لقارئه الثواب متفضلا عليه بالكرامة.
11 - وخير جليس لا يملّ حديثه ... وترداده يزداد فيه تجمّلا
اللغة: الجليس: الصاحب. والملل: السآمة. والترداد: التكرار. والتجمل: تفعل من الجمال وهو الزينة. وترداد: مصدر مضاف إلى الهاء وهي تعود على القارئ فيكون من إضافة المصدر للفاعل، أو على القرآن فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول، وضمير يزداد يرجع للترداد وضمير فيه يعود على القرآن. وتجملا: مفعول ثان ليزداد والأول محذوف والتقدير يزداد القارئ أو القرآن تجملا.
والمعنى: أن القرآن العظيم أحسن أنيس لا يسأم من حديثه، ولا تمل تلاوته ولا سماعه. وتكراره يزيده جمالا لما يظهر من تلاوته من النور والبهجة ويزيد قارئه تجملا لما يقتبس من أخلاقه وآدابه.
12 - وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سنا متهلّلا