وناصر الدّين شَافِع وَخلق سواهُم أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعيد الْحَنْبَلِيّ عرف بِابْن قيم الجوزية قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل البعلي قَالَ أنشدنا شَيخنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَالك لنَفسِهِ فِي لُغَات الْأرز بَيْتا مُفردا وَهُوَ
(أرز أرز أرز صَحَّ مَعَ أرز ... والرز والرنز قل مَا شِئْت لَا عذلا)
وأنشدني الْمَذْكُور وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ بالسند الْمَذْكُور فِي أَسمَاء الذَّهَب لَهُ
(نضر نضير نضار زبرج سير ... وزخرف عسجد عقيان الذَّهَب)
(والتبر مَا لم يذب وأشركوا ذَهَبا ... وَفِضة فِي نسيك هَذَا الغرب)
وأنشدني الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ بالسند الْمَذْكُور لَهُ فِي أَسمَاء خيل السباق الْعشْرَة على الْوَلَاء
(خيل السباق المجلي يقتفيه مص ... ل والمسلي وتال قبل مرتاح)
(وعاطف وحظي والمؤمل وَال ... لطيم والفسكل السّكيت يَا صَاح)
وَله من هَذِه الضوابط شَيْء كثير وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب إِنَّه أَخذ نَحوه من صَاحب الْمفصل وَصَاحب الْمفصل نَحوه صغيرات وناهيك بِمن يَقُول هَذَا فِي حق الزَّمَخْشَرِيّ وَكَانَ الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع يَقُول إِن ابْن مَالك مَا خلى للنحو حُرْمَة وَحكي عَنهُ أَنه كَانَ يَوْمًا فِي الْحمام قد اعتزل فِي مَكَان يسْتَعْمل فِيهِ الموسى فهجم عَلَيْهِ أَمْرَد وَقَالَ لَهُ مَا تصنع فَقَالَ لَهُ أكنس لَك الْموضع الَّذِي تقعد عَلَيْهِ وَهَذَا أستبعده من الشَّيْخ جمال الدّين رَحمَه الله والعهدة على من حَكَاهُ لي وَلَا أستبعد ذَلِك من لطف النُّحَاة وطباع أهل)
الأندلس توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ شرف الدّين الحصني يرثيه
(يَا شتات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال ... بعد موت ابْن مَالك المفضال)
(وانحراف الْحُرُوف من بعد ضبط ... مِنْهُ فِي الِانْفِصَال والاتصال)
(مصدرا كَانَ للعلوم بِإِذن ... الله من غير شُبْهَة ومحال)
(عدم النَّعْت والتعطف والتو ... كيد مستبدلاً من الْإِبْدَال)
(ألم اعتراه أسكن مِنْهُ ... حركات كَانَت بِغَيْر اعتلال)
(يَا لَهَا سكتة لهمز قَضَاء ... أورثت طول مُدَّة الِانْفِصَال)
(رَفَعُوهُ فِي نعشه فانتصبنا ... نصب تَمْيِيز كَيفَ سير الْجبَال)
(فخموه عِنْد الصَّلَاة بدل ... فأمليت أسراره للدلال)
(صرفوه يَا عظم مَا فَعَلُوهُ ... وَهُوَ عدل معرف بالجمال)