(نفس مَا عَن ديننَا من بَدَل ... فدعي الدُّنْيَا وخَلّى جَدَلي)
(مَا تُساوي أننا نمضي إِلَى ... مُشركٍ إِذْ ذَاك عينُ الزلَل)
(إِن يكُن دَينٌ علينا فلنا ... خالقٌ يَقْضِيه هَذَا اَمَلي)
وَلم يزل ذَلِك الذَّهَب عِنْد الْحَكِيم النَّصْرَانِي إِلَى أَن مَاتَ فأخَذ من ترِكته وحُمل إِلَى القَاضِي ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووفاته سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة وَدفن إِلَى جَانب قبر أَحْمد بن حَنْبَل وَقيل بل دُفن مَعَه وَتَوَلَّى ذَلِك الرَّعاعُ والعوامُ وقُبض على من فَعَل ذَلِك وعوقب وحُبِس ونُبِش لَيْلًا وَنقل من مَوْضِعه بعد أيّام وعُفيَ قَبره وَلم يُعلَم أَيْن دُفِن
نصر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النَّاقِد أَبُو طَالب الْكَاتِب الْمَعْرُوف بقنبر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من الْأَعْيَان الأماثل تولى أَعمال الحالص مُدَّة فظهرت كِفَايَته فوُلى حاجباً بِالْبَابِ النوبي وَالنَّظَر فِي الْمَظَالِم وَإِقَامَة الْحُدُود ثمَّ إِنَّه عُزل ووَليَ الصدرية وَالنَّظَر فِي المخزن ثُم وليهما بديوان الزِّمَام ثمَّ عزل ثمَّ إِنَّه أُعيد إِلَى الصدرية وَالنَّظَر بالمخزن وخُلع عَلَيْهِ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلم يكن محمودالسيرة وَكَانَ سفاكاً للدماء وَأخذ الْأَمْوَال وانتهاكِ الحُرَم وَكَانَ رَافِضِيًّا وَهُوَ أول من سنّ الظُّلم بِبَغْدَاد وَلم تظهر جنَازَته
نصر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو الْفَتْح الْحَرَّانِي قَالَ ابْن النجار كتب عَنهُ أَبُو نصر هبة الله بن عَليّ المجلي شَيْئا من شعره وَغير ذَلِك وَمن شعره)