ثمَّ لما توفّي الْأَمِير سيف الدّين جركس نَائِب قلعة الرّوم خلف أملاكا كَثِيرَة وأموالا جمة فَجهز إِلَى حلب للحوطة على تركته فَتوجه إِلَيْهَا وَحصل ذَلِك
وَفِي أثْنَاء الْحَال توفّي الْملك الصَّالح وَولي الْملك أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين منجك من حلب وَلما برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا إِلَى الجسورة فِي أَيَّام الْكَامِل حضر إِلَيْهِ مُنْكرا حركته فأمسكه فِي الوطاق وهم بقتْله وَتَركه مُقيما بِدِمَشْق إِلَى أَن انْفَصل الْحَال وخلع الْكَامِل وَولي الْملك المظفر فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى الْقَاهِرَة
وَلما جرى للأمير سيف الدّين يلبغا مَا جرى فِي السّنة الثَّانِيَة وَأمْسك بحماة هُوَ ووالده وجهزا مقيدين تلقاهما الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى قاقون وَقضى الله أمره فِي يلبغا على يَده وحز رَأسه وجهزه إِلَى مصر وَكَانَ بَين أَن يقتل وَبَين أَن قتل من كَانَ يُرِيد قَتله سنة وَاحِدَة وَأَيَّام
ثمَّ إِنَّه كمل سفرته تِلْكَ إِلَى حماة وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى دمشق أَمِير مَائه مقدم ألف وحاجب الْحجاب فَدَخلَهَا فِي ثامن عشر من شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة [241]