عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الجُذامي من أهل المَرِيَّة وينسب إِلَى بَرجة من عَملهَا يُكنى أَبَا الْحسن سمع من الغسَّاني والصَّدَفي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها مشاوراً صادعاً بِالْحَقِّ أوجب فِي كتب أبي حَامِد الْغَزالِيّ المُحْرَقة بقرطبة على يَد قاضيها أبي عبد الله أَحْمد بن حمدين بِأَمْر وَالِي الْمغرب إذْ ذَاك تأديبَ محرقها وتضمينَه قيمتهَا وَتُوفِّي سنة تسع وَخمْس مائَة
عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحسن بن سَدير الطبيبُ كَانَ من أهل الْمَدَائِن وَكَانَ عَالما بصناعة الطِّبّ والمداواة وَكَانَت فِيهِ دَماثة ودَعابة توفّي فُجاءةً فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر رَمَضَان سنة ستّ وستّ مائَة وَمن شعره
(أَيا منقذي من معشرٍ زَاد لؤمهم ... فأعيا دوائي واستكان لَهُ طيّي)
(إِذا اعتلَّ مِنْهُم وَاحِد فَهُوَ صحّتي ... وَإِن ظلَّ حيًّا كدتُ أَقْْضِي بِهِ نحبي)
)
(أُداويهمُ إلاَّ من اللؤم إنَّه ... ليُعيي علاجَ الحاذق الفطن الطبِّ)
عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب تقدَّم ذكر أَبِيه الْمهْدي الْعلوِي فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ كَانَ عليٌّ هَذَا يُشبَّه بِأَبِيهِ فِي الْعلم وَلم يكن لَهُ رَأْي أَبِيه فِي الْخُرُوج بل كَانَ مُقبلا على شَأْنه وَبنى لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارا حسَّنها واجتهد فِيهَا ولمَّا فرغ مِنْهَا قَالَ
(حسَّنْتُ دَاري بعد علمي أنَّها ... سيفوز بعدِي الوارثون بحُسنِها)
(فلئن بنَيتُ وَكَانَ غَيْرِي نازلاً ... فلكم نزلتُ منازلاً لم أبنها)