والأشعريين وذم الرافضة وَكتاب كَبِير فِي الصِّفَات وَأَشْيَاء غير ذَلِك يبلغ عدتهَا أَرْبَعِينَ مصنفا وَلما أمْلى رَحمَه الله تَعَالَى فِي فَضَائِل الصّديق رَضِي الله عَنهُ سَبْعَة مجَالِس ثمَّ انه قطعهَا بإملاء مجَالِس فِي ذمّ الْيَهُود وتخليدهم فِي النَّار جَاءَ إِلَيْهِ أَبُو عَليّ بن رَوَاحَة فَقَالَ لَهُ قد رَأَيْت الصّديق فِي النّوم وَهُوَ رَاكب على رَاحِلَة فَقلت لَهُ يَا خَليفَة رَسُول الله قد أمْلى علينا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم سَبْعَة مجَالِس فِي فضائلك فَأَشَارَ إِلَيّ بأصابعه الْأَرْبَع فَقَالَ لَهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم قد بَقِي عِنْد مِمَّا خرجته وَلم أمله أَرْبَعَة مجَالِس فأملاها ثمَّ أمْلى فِي كل وَاحِد من الْخُلَفَاء أحد عشر مَجْلِسا وَكَانَ يَقُول إِن وَالِدي رأى فِي مَنَامه وَأَنا حمل رُؤْيا وَقَائِل يَقُول لَهُ يُولد لَك مَوْلُود يحيى الله بِهِ السّنة وَكَانَ البغداديون يسمونه شعلة لذكائه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهُوَ مَعَ جلالته وَحفظه يرْوى الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة والموضوعة وَلَا يبينها وَكَذَا عَامَّة الْحفاظ الَّذِي بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة إِلَّا من شَاءَ رَبك فليسألنهم رَبك عَن ذَلِك وَأي فَائِدَة لمعْرِفَة الرِّجَال والمصنفات والتاريخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل إِلَّا كشف الحَدِيث المكذوب وهتكه قلت وَمن شعره // (من الوافر) //
(أَلا إِن الحَدِيث أجل علم ... وأشرفه الْأَحَادِيث العوالي)
(وأنفع كل نوع مِنْهُ عِنْدِي ... وَأحسنه الْفَوَائِد والأمالي)
(وَإنَّك لن ترى للْعلم شَيْئا ... يحققه كأفواه الرِّجَال)
(فَكُن يَا صَاح ذَا حرص عَلَيْهِ ... وخذه عَن الرِّجَال بِلَا ملال)
(وَلَا تَأْخُذهُ من صحف فترمى ... من التَّصْحِيف بالداء العضال)
وَمِنْه // (من المتقارب) //
(أيا نفس وَيحك جَاءَ المشيب ... فَمَاذَا التصابي وماذا الْغَزل)
(تولى شَبَابِي كَأَن لم يكن ... وَجَاء مشيبي كَأَن لم يزل)
(كَأَنِّي بنفسي فِي غرَّة ... وخطب الْمنون بهَا قد نزل)
(فيا لَيْت شعري مِمَّن أكون ... وَمَا قدر الله لي فِي الْأَزَل)